الجمعة، مارس 05، 2010

أهالي الجعاشن.. من جحيم الشيخ إلى مخيمات اللجوء في العاصمة اليمنية!!

صحيفة الوسط : في ظل ازدواجية المعايير بين حق القوة والنفوذ والتسلط وقوة الحق تواصل ساحة الحرية استقبالها للمئات من أبناء عزلة العنسيين الواقعة في نطاق مديرية الجعاشن مستصرخين دولة النظام والقانون التدخل العاجل لوقف أعمال التخريب والنهب والسلب وترويع النساء والأطفال التي تمارسها مليشيات مسلحة تتبع الشيخ/ محمد أحمد منصور في قريتي شعب الدار والشقة و9 قرى أخرى منذ الأحد قبل الماضي بحجة رفض الأهالي تسليم إتاوات تصل إلى مئات الآلاف وتندرج في إطار الإجراءات الجزائية لنظام الإقطاع .
وأفاد عدد من أهالي العنسيين لصحيفة (الوسط) أن مليشيات الشيخ استخدمت الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وهاجمت عدداً من منازل المواطنين منذ الأحد بقيادة ماجد كرامي نجل أمين المنطقة ووكيل الشيخ أحمد عبده كرامي الذي تولى مهمة قطع المياه عن المواطنين كعقاب جماعي للمواطنين الذين تخلفوا عن تسليم عشور الزكاة عبره وذهبوا مباشرة لتسليمها إلى الواجبات وهو ما أثار حفيظة الشيخ منصور ووكيله حسب تأكيدهم، المواطن قاسم قائد 35 عاما اتهم مليشيات الشيخ بمحاولة تصفيته جسديا بأمر الشيخ وتابع قائلا هاجم منزلي 15 مسلحا لإلقاء القبض علي أو قتلي كما قتل ابن عمي قائد غلاب قاسم الذي قتل في وادي موثب في الجعاشن عام 94م وإلى اليوم لم تسلم جثته بل تعرض والده وعمه للسجن من قبل الشيخ والتهديد بمصير غامض في حالة مطالبتهما بجثته.
قاسم الذي طالب كل المنظمات الإنسانية والحقوقية بالوقوف إلى جانب قضيتهم العادلة والضغط على الدولة للقيام بواجبها في حماية رعايا اليمن في مملكة الجعاشن أكد أن منزله تعرض للقصف المدفعي والتدمير.
المواطن حميد أحمد عبده 50 عاما اتهم ماجد كرامي في تدمير منزله بعد إخراج أطفاله ونسائه من المنزل كرد على رفضه تسليم الأدب المفروض من الشيخ منصور والمقدر بـ200 ألف ريال بالإضافة إلى نهب البقرة والثور عليه. عملية النهب التي طالت مواطني شعب الدار والشقة من قبل مليشيات منصور المسلحة طالت الثروة الحيوانية على عدد من المواطنين منهم المواطن علي أحمد قاسم الذي سلبت عليه بقرته ورأس غنم وعلي أحمد رأس ماعز وأحمد سعيد رأس ماعز. وفي صعيد متصل اعتصم العشرات من أبناء منطقة العنسيين/ الجعاشن أمام مبنى محافظة مأرب مطالبين الدولة ببسط نفوذها وتحرير الأهالي من سلطة الشيخ محمد أحمد منصور وفي ظل تواطؤ السلطة المحلية في محافظة إب في القيام بواجبها في حماية أبناء منطقة العنسيين الذين وصفوا ذلك التواطؤ بالمخزي كونهم مواطنين صالحين ينتمون إلى الجمهورية اليمنية ولا يؤمنون بتعدد الولاءات والتبعيات، حيث أكد مصدر محلي أن قوات المباحث والأمن خرجت إلى المنطقة عقب الأعمال التدميرية التي طالت عددا من القرى ولكنهم حسب وصفهم خرجوا ضيوفا لدى الشيخ الذي استقبلهم في داره ولم يوقفوا أعمال النهب والسلب أو يلقوا القبض على بعض مليشيات الشيخ منصور التي لا زالت تحاصر العنسيين في ظل غياب سلطة النظام والقانون.
ردود الأفعال انتقلت من الداخل إلى الخارج حيث اعتصم عشرات المغتربين الذين توافدوا من جميع الأراضي السعودية الذين يعملون فيها أمام السفارة اليمنية في الرياض معبرين عن رفضهم واستنكارهم للأعمال التي طالت أهاليهم في العنسيين وطالبوا السفير اليمني في الرياض/ أحمد علي الأحوال التدخل السريع لدى وزارة الخارجية لرفع الظلم والحصار عن أسرهم. من جانبه نفى الشيخ/ محمد أحمد منصور شيخ الجعاشن وعضو مجلس الشورى لمصادر صحفية مؤكدة أن يكون قد أقدم على تشريد العشرات من أبناء المنطقة بحثا عن مطلوبين له عجزوا عن دفع إتاوات مفروضة وأكد لأخبار اليوم أن الأنباء التي أفادت ذلك لا أساس لها من الصحة واتهم منصور 400 مواطن من أهالي العنسيين بالعمل ضد الدولة والتعاطف مع القيادي في الحراك الجنوبي طارق الفضلي، مشيرا إلى ضبط رسالة موجهة منهم إلى الفضلي يطالبون فيه الأخير دعمهم بالسلاح للتمرد ضد الدولة كما اتهم الشيخ المنصور أهالي العنسيين بالقيام بأعمال تخريبية وقطع الطريق والاعتداء على النساء وعلى حد زعمه فإن امرأة مسنة أصيبت بثلاث طلقات نارية لا زالت ترقد في المستشفى وفي سياق رده حول من المسئول عن تشريدهم وإطلاق النار الكثيف على منازلهم وقراهم من قبل مليشيات مسلحة بقيادة عمر كرامي ابن وكيل الشيخ في العنسيين نفى أن يكون قد شردهم، مشيرا إلى أن الأرض والمنازل هي ملك له.
منظمة هود للدفاع عن الحقوق والحريات اعتبرت ما يحدث في الجعاشن من أعمال نهب وتدمير وحرق للمنازل وتشريد للنساء والأطفال من منازلهم منذ مطلع الأسبوع الماضي انتهاكا صارخا للدستور والقانون وأشارت إلى أن السكوت عن تلك الانتهاكات الجسيمة يمثل انتكاسة لقيم الثورة والجمهورية وتفريطا بما ضحى من أجله الشهداء وحملونا أمانة الدفاع عنه وفي مقدمة متحملي الأمانة السلطة الحاكمة بمختلف مستوياتها، وأشارت هود في بيانها الصادر الأسبوع الماضي إلى إن أهالي قرية الشقة يتعرضون لاعتداء وحشي من قبل عشرات المسلحين التابعين للشيخ محمد أحمد منصور حيث يحاصرون قريتهم من المناطق المطلة عليها وأقدموا على قطع الطرق المؤدية من وإلى القرية وباشروا إطلاق النار من الأسلحة المتوسطة والثقيلة على القرية إثر عجز السكان عن دفع إتاوات كبيرة طلبها الشيخ منصور وصلت على بعض العائلات إلى ما يقارب مليون ريال يمني. كما تم اقتحام 6 منازل ونهب محتوياتها من مواشي وأثاث وممتلكات شخصية ومستندات شرعية ودعت منظمة هود رئيس الجمهورية إلى القيام بواجباته الدستورية والقانونية بسرعة توجيه السلطة المحلية الأمنية بحماية المواطنين وفرض هيبة وسلطة الدولة وتنفيذ القوانين التي عطلها المذكور ومليشياته المسلحة، كما دعت هود المنظمات المحلية والدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان إلى القيام بدورها في مناصرة الأهالي ومطالبة الحكومة اليمنية بإيقاف تلك الجرائم ومحاكمة مرتكبيها، كما أعلنت منظمة هود والمركز اليمني للحقوق المدنية تضامنها مع ما جاء في بيان منظمة هود وشددت على ضرورة وضع حد لتلك الانتهاكات الحقوقية والإنسانية.
وفيما توقف القصف المدفعي لمنازل المواطنين تواصلت أعمال النهب والسلب والاعتداءات على النساء وترويع الأطفال في قرى قطران والشقة والزرائب ورأس العنسيين والصفا والضروبة والعامش والرجوب والمكامد السفلى والعليا، من قبل مليشيات الشيخ الذي حظي بدعم عدد من المشائخ حسب البيانات الصادرة عن اللاجئين من أبناء العنسيين الواصلين إلى العاصمة صنعاء حتى يوم الاثنين الماضي.
وأفادت مصادر محلية للوسط إن إطلاق النار من الأسلحة الثقيلة توقف منذ الأسبوع الأول ولكن أعمال المداهمة التي تقوم بها المليشيات بقيادة كرامي لا زالت مستمرة وتشتد ضراوتها يوما بعد آخر حيث شملت أسراً بكاملها ومارست أصنافاً شتى من نهب ممتلكات المواطنين العزل وتدمير المنازل، من جانبه اتهم المواطن أمين قائد قاسم الشيخ منصور بتحميل سيارتين سلاح من المخازن الخاصة به وتسليمها للدولة بحجة أنها ضبطت من المواطنين بعد وصولها من طارق الفضلي وأضاف قاسم إننا مواطنون عزل من السلاح ولا تتعدى تحركاتنا منطقة الحوبان فكيف سنعرف طارق الفضلي الذي يعرفه الشيخ من مجلس الشورى وحول السلاح اعتبر ما تقدم عليه مليشيات الشيخ من أعمال تخريبية في ظل غياب الدولة دافعا لطلب اللجوء الإنساني إلى دول أخرى. ولا تزال عدد من الأسر محاصرة تحت رحمة المليشيات حسب الواصلين إلى المخيمات التي أعدت لاستقبالهم من قبل بعض الجهات الخيرة.
حيث أكد عشرات المواطنين أن النساء والأطفال لا يزالون في الجبال بعد أن شددت مليشيات الشيخ الخناق عليهم ومنعتهم من الهروب في منطقة الحجرة المركوزة وهي عبارة عن جرف كبير تحصن فيه المهجرين والبعض استطاعوا الفرار بأنفسهم عبر دار المعلا وصولا إلى سائلة عطاء المحاددة لمديرية العدين وأضاف بعض المهجرين الجدد إن المليشيات المسلحة تطلق نيراناً عشوائية على الحجرة المركوزة والمناطق المجاورة لمنعهم من الهروب أثناء الليل. وخلال نزول صحيفة الوسط إلى مخيم أبناء العنسيين الواقع في باحة جامع الجامعة الجديدة أكد عدد من المهجرين أن عدم قدرتهم على دفع الإتاوات المفروضة والتي تتراوح بين 60 ألف و300 ألف ريال كل عام يتم فرضها وتسليمها على ستة أقساط أثقل كاهلهم ودفعهم إلى تسليم الزكاة مباشرة إلى السلطات المحلية بدلا من دفعها إلى وكلاء الشيخ وأشار المواطن المسن هزاع قاسم أسعد إن المواطنين شركاء للشيخ أكانوا ملاك الأرض أم شركاؤها ويدفعون الإتاوات إلى الشيخ مباشرة منذ عهد الحمدي إلى اليوم. وتحدث للصحيفة كل من عبده محسن عماد الذي طالب الشيخ منصور بكشف مصير أخيه المختفي قسريا منذ رفضه العمل مع الشيخ وكذلك حمل مليشيات الشيخ مسئولية إصابة شقيقه هزاع محسن بحالة نفسية بعد تهديده بالسلاح وكشف المهجرون عن تفيدهم من قبل المليشيات التي اقتحمت المنازل وركزت على سلب ذهب النساء ونهب المواشي والسلاح والجنابي ونهب الوثائق الشرعية.
الأستاذ/ فيصل علي محمد القاضي منسق مخيم المهجرين من أبناء الجعاشن أفاد بأن عدد الواصلين إلى المخيم من الرجال والاطفال والنساء في تواصل مستمر والاستعدادات جارية لاستقبالهم وإيوائهم في المخيم، حيث تم توفير كل مستلزمات الإيواء والتغذية ونصب خيمتين إحداهما للرجال والأخرى للنساء وحول الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء عزلة العنسيين أكد القاضي تواصله مع مكتب الأمم المتحدة ومنظمة اليونسيف وإطلاعهم على جسامة الظلم الواقع على المواطنين العزل من أبناء الجعاشن وناشد باسم الإنسانية الرئيس علي عبدالله صالح للحد من تلك الأعمال المشينة والمخالفة للدستور والقانون وكل المواثيق والمعاهدات الدولية الإنسانية وكشف القاضي عن تعرض عدد من أطفال المهاجرين للاختطاف من قبل مليشيات الشيخ واستخدامهم كورقة ضغط مقابل تسليم آبائهم أنفسهم للمليشيات.
وفي ختام تصريحه أفاد القاضي بأن المعونات الغذائية والإيوائية برعاية كريمة من العميد يحيى محمد عبدالله صالح أركان حرب الأمن المركزي كعمل إنساني.
وردا على الاتهامات التي وجهها المهجرين من أبناء الجعاشن نفى كل من الشيخ محمد قائد أحمد عضو المجلس المحلي من القاعدة كل ما ورد على لسان المهجرين واعتبره كلاما باطلا ليس له أساس من الصحة ويندرج في إطار الاتهامات الملفقة والإساءات المتعمدة التي عمد من وصفهم بالمخربين والفارين من وجه العدالة على افترائها والشيخ/ عبدالله محمد مهيوب حيدر اعتبر ما ورد على لسان بعض أبناء العنسيين عار عن الصحة واتهم أحزاب اللقاء المشترك بافتعالها، معتبرا إياها تهماً كيدية تحاول الإساءة للشيخ ونفى أن يكون قد دعم الشيخ محمد أحمد منصور بعناصر مسحلة حسب ما ورد على لسان المهجرين الذين وصفهم بالمخربين. وفي سياق متصل اتهم الشيخ/ محمد حمود المليكي منظمة هود بإثارة قضية سياسية وتسييس المشكلة من أساسها وإثارة النعرات.
علما بأن مدير أمن مديرية ذي سفال عقيد عبدالوهاب القاضي قد أرسل محاضر استدلالات واقعة إصابة المجني عليها بدرية أسعد علي والمتهم فيها كل من محمد أحمد عبده علي ووضاح محمد قاسم علي، وبموجب المذكرة رقم 7 لعام 2010م طلب مدير الأمن التعزيز بأمر إلقاء القبض القهري على كل من أحمد قايد قاسم ناجي وقاسم قايد قاسم ناجي وأمين ناجي وعلي أحمد قاسم ناجي، وصادق قاسم قايد علي وياسر أحمد حسن علي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق