الأربعاء، مارس 17، 2010

الجعاشن تحت وصاية الشيخ

عارف علي العمري /aref78@hotmail.com / الحوار المتمدن - العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16
منذ أكثر من أربع أو خمس سنوات وقضية الجعاشن تطل علينا بين الحين والآخر بمآسٍ وأحزان تضاف إلى سجلنا المحزن؛ وواقعنا المر, مأساً بطلها الشيخ محمد المنصور شاعر الرئيس,.ويبدو أن شيخ الجعاشن يسعى إلى تأليب الناس ضد السلطة التي تقف موقف المتفرج من هذه القضية، وكأن النازحين المحصورين بداخل خيم القهر والذل بجولة الجامعة ليسوا مواطنين يمنيين، وكأن الخيم المنصوبة ليست سوى مخيمات اللاجئين الأفارقة، النازحين إلى بلادنا عن طريق الشريط الساحلي.إن مثل هكذا أعمال ليست إهانة فقط لأبناء الجعاشن المعنيين بالأمر بل إهانة لكل يمني حر ولكل مواطن شريف يرفض حياة الذل والإنكسار.ففي الوقت الذي باتت المحاكم الغربية تنظر في قضايا العنصرية والتمييز والتي بسببها ربما تسقط حكومات- لازلنا ننتظر هنا في بلادنا أي تحرك رسمي تجاه هذه القضية ليس فقط من أجل المواطنين النازحين بل من أجل سمعة السلطة التي تتلطخ بأيادي من هم محسوبين عليها .
يوم الاثنين الماضي ألغت اللجنة البرلمانية المكلفة بتقصي الحقائق في قضية مهجري الجعاشن زيارتها اليوم إلى المنطقة بناء على توجيهات عليا.
وقال عدد من أعضاء اللجنة التي تشكلت برئاسة النائب "سالم منصور حيدرة" وعضوية كلا من النواب عيدروس النقيب وصالح السنباني وعبد الوهاب معوضة، لمهجري الجعاشن الذين يعكفون منذ يومين أمام الفندق الذي تتواجد فيه اللجنة، إن توجيهات عليا وراء إلغاء زيارة اللجنة إلى الجعاشن اليوم.
وفيما لايزال ممثلي المهجرين والعديد من المتضررين يعكفون حاليا أمام الفندق الذي تتواجد فيه اللجنة في محاولة يائسة لمعرفة ما يدور، عبروا عن خيبة أملهم في إصلاح الأوضاع واتهموا النظام بالوقوف وراء الجرائم اللاإنسانية التي ترتكب في الجعاشن من قبل شيخها.
وكان البرلمان قد شكل الأحد قبل الماضي لجنة لتقصي الحقائق في الجعاشن. وقد وصلت اللجنة إلى المحافظة يوم الخميس الماضي والتقت يوم السبت بمحافظ اب القاضي احمد الحجري وأمين عام المحافظة أمين الورافي وعضو نيابة الاستئناف عبد الغني الصبري ومدير امن محافظة إب العميد ناصر الطهيف ومدير مديرية ذي السفال عبد العزيز الرباطي ومدير امن ذي السفال ومدير مكتب الواجبات بالمديرية ووكيل نيابة ذي سفال، وتم في اللقاء طرح القضايا التي تقدم بها المهجرين عبر شكاوى لمجلس النواب، ومنها قضية الإتاوات التي يتم جبايتها من قبل النافذ محمد احمد منصور وفرضها على المواطنين بالقوة إضافة إلى الشكاوى المتعلقة بتحصيل الزكاة من المواطنين.
حيث أنكر مدير واجبات ذي سفال أن يكون قد رفض استلام الزكاة من المواطنين وقال ان الزكاة يتم تحصيلها منذ شهر 8-2009م، وحول السجون الخاصة افد مدير عام المديرية أن الشيخ منصور يمتلك قصرا ربما يكون السجن احدى غرفه السفلية.
أما وكيل نيابة ذي سفال فتحدث قائلا هنالك قضية مثبتة حول حجز حرية احد الأشخاص وصدر فيها حكم بسجن عشرة أشخاص من أتباع الشيخ منصور، غير أنهم فارون من وجه العدالة.
وعقب الاجتماع تم الاتفاق على أن تنتقل اللجنة يوم الأحد إلى المنطقة إلا أن تدخل شخصيات نافذة في المحافظة أجلت الزيارة إلى الاثنين حتى تم إلغاء الزيارة نهائيا .
من جهته قال عضو اللجنة الدكتور صالح السنباني لـ"الصحوة نت" إن اللجنة ستذكر سبب منع النزول الميداني في تقريرها الذي سترفعه للمجلس. ورفض السنباني التعليق على "أوامر عليا".
التقت صباح السبت الماضي اللجنة المكلفة من مجلس النواب لتقصي الحقائق حول شكاوى مهجري عزلة العنسيين
وعلى صعيد ردود الأفعال المتعاطفة مع المهجرين شدد النائب عبدالله العديني على ضرورة "الانتصار للمظلوم حتى نحترم عند الله تعالى"، مؤكدا على ضرورة النظر في أمرهم في أقرب وقت ممكن.
فيما قال النائب عبده ردمان إن قضية الجعاشن أصبحت وكأنها معضلة، مطالبا المجلس بالوقوف وقفة جادة أمام هذه القضية.
وأكد النائب عبدالرزاق الهجري فاعتبر أن ما يتعرض له مهجري الجعاشن يتنافى مع أهداف الثورة والجمهورية، مؤكدا أنها تمثل قضية وطنية وليست قضية شخصية،فيما عبر علي عشال عن استغرابه لعدم اهتمام "المجلس بالقضايا التي تمس المواطنين، فيما يقيم الدنيا ولا تقعد على قضايا هامشية".
وقال:إن ما يجري في الجعاشن انتهاك من نوع آخر، مؤكدا أنه ليس من حق هيئة الرئاسة الاعتراض على إرادة النواب في تشكيل لجنة تقصي حقائق.
وانتقد النائب علي المعمري ما قال إنه دفاع من قبل نائب رئيس المجلس عن الشيخ المنصور، وقال ما دام القضية فيها شيخ فهذا يعني أنها ستحال إلى مجلس شيوخ خاص بهم وليس إلى مجلس النواب.
كما طالبت الأستاذة إلهام محمد عبد الوهاب رئيسة مركز الشفافية للدراسات والبحوث بالعمل على إيصال قضية مهجري الجعاشن إلى أعلى الهيئات الدولية المعنية بالقضية لتقوم بواجبها في الضغط على الحكومة اليمنية لتنفيذ تعهداتها في مجال حقوق الإنسان ، كان ذلك في مداخلة ألقتها في الندوة التي نظمتها هود بالتعاون مع بلا قيود والتي كرست لتناول قضية المهجرين في إطارها القانوني والدستوري ودور النيابة العامة والقضاء إضافة إلى دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومجلس النواب، وقالت الأستاذة انتصار سنان رئيسة الدا ئرة السياسية باللجنة الوطنية للمرأة أن مايحدث في الجعاشن هو امتداد لقانون متخلف فرص نفسه على الناس على حين غفلة من الوعي والقوة أيضا ودعت إلى تحرك جاد وفاعل لإنقاذ البلاد من حالة التشرذم التي يفرضها أمثال منصور على الوطن ويخربون كل صور وأشكال الحياة فيه متسائلة إذا كان هذا النظام المشيخي في الجعاشن قد تسبب في تشريد أربعة أجيال من بعض الأسر ومنها أسرة انتصار فهل من المعقول أن نسمح له بأن يستمر في تشريد الجيل الخامس والسادس ..؟ بينما عبر الأستاذ قايد الطيري عن اسفه لاضطراره إلى وصف مايحدث بأنه شكل من أشكال الصراع الطبقي وأكد المحامي عبد الرحمن برمان أن النيابة العامة لم تقم بدورها القانوني في هذه القضية كغيرها من القضايا الكثيرة التي تعاني الإهمال وقال برمان أن النائب العام كان قد أمر بتشكيل لجنة من مكتبة لتقصي الحقائق بخصوص سجون الشيخ منصور بعضوية منظمة هود غير أن اللجنة وئدت في مهدها ولم تباشر أعمالها البتة .
والى ذلك رشحت مجلة أمريكية اليمني الشيخ محمد احمد منصور شيخ الجعاشن شخصية للعام الجاري 2010م وذكرت المجلة في بيان الترشيح الذي نشرته على موقعها الاليكتروني أسباب اختيار شيخ الجعاشن شخصية للعام الجاري وهي التالية: * أشتهر شيخ الجعاشن الشيخ محمد احمد منصور بانه مناضل وحدوي وقومي ووطني غيور واحد مناضلي الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ورجل مواقف انسانية .* عرف عنه بانه احد مؤسسي الحزب الحاكم اليمني المؤتمر الشعبي العام .* أشتهر الشاعر محمد احمد منصور الذي ولد في منطقة العنسين ناحية ذي سفال في محافظة إب كأديب وشاعر ارتبط بتاريخ وطن ، جعل شعره منطلق لاستكشاف أفق الحياة وله قصيدة عن فلسطين بعنوان " الطفل الثائر " .* اشتهر الشيخ محمد احمد منصور بامتلاكه سجون خاصة في محافظة إب اليمنية وجنود واطقم عسكرية خاصة لحمايته وتحت تصرفه في عهد الجمهورية ودولة النظام والقانون . حقق شيخ الجعاشن شهرة كبيرة في الوسط الاعلامي والراي العام المحلي اليمني والعربي والدولي من خلال المواد التي تناقلتها عدد كبير من وسائل اعلام يمنية وعربية ودولية بارزة بسبب شكاوي المواطنيين من ابناء الجعاشن .تناول عدد كبير من النشطاء السياسيين والحقوقيين و الكتاب الصحفيين اليمنيين في الداخل والخارج قضايا ومظالم حصلت لمواطنيين من ابناء الجعاشن على ايادي جماعات مسلحة تابعة لشيخ الجعاشن المناضل محمد منصور . طالبوا المئات من المواطنيين في عدة مسيرات واعتصامات امام عدة مرافق حكومية في محافظة إب والعاصمة صنعاء برفع الظلم عنهم وحل قضاياهم والمشاكل التي تحصل بينهم وبين اتباع الشيخ المناضل محمد منصور . وصلت قضية ابناء الجعاشن وشيخ الجعاشن الى مسامع القيادة السياسية اليمنية والراي العام اليمني ولم تحل المشكلة الى اليوم ولم يحصل ان جهة حكومية او مدنية قامت وبادرة بحل هذه الظاهرة الخطيرة وتم انصاف المواطنيين او اغلاق الملف او اعلان براءة اتباع شيخ الجعاشن من كل التهم المنسوبة اليهم وايقاف كل من يتهم المناضل الشيخ محمد احمد منصور بتهم باطلة لتشويه صورته كاحد مؤسسيي وقيادات المؤتمر الشعبي العام بدافع الحزبية وغيرها او الحقد الاعمى على المشائخ كما يذكر البعض اشتهر الشيخ محمد احمد منصور في الوسط الاغترابي اليمني "بشيخ الجعاشن" حتى ان الكثيرين لا يعرفون اسمه وكل ما يرددوه هو شيخ الجعاشن أصبح ملف الجعاشن احد القضايا التي يتداولها الكثير من اليمنيين وخاصة أتباع وانصار الاحزاب المعارضة والكثير يحمل السلطة كامل المسؤلية في كل ما يحصل لاخوانهم اليمنيين ابناء الجعاشن من ظلم وقهر بحسب التهم الموجهة لشيخ الجعاشن .المغتربين من ابناء محافظة إب وكل المحافظات يناشدون الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالتدخل السريع في حل قضية الجعاشن والتحقيق في صحة كل ما قيل في شيخ الجعاشن المناضل محمد منصور مؤكدين انه لا يمكن ان يكون هناك شخصية وطنية ووحدوية وثورية وطاغية مستبدة في نفس الوقت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق