الأربعاء، مارس 17، 2010

الجعاشن.. وهيبة الدولة

أحمد عثمان / يقولون إن السهم لا يعود بعد مروقه، والرصاصة أيضاً لا تعود بعد الضغط على الزناد، ولا "تفلت" بين قدمي الرامي "كذبالة" باردة إلا إذا كان "البندق" خارب ومعطل يشبه عصا "التبشع". ويقولون إن كلمة الدولة لا تصبح اثنتين، لكننا رأينا ونرى كيف تصبح كلمة دولتنا عشرين كلمة، وكلمة مجلس النواب كلمات لا تعد ولا تحصى، وكلام الليل يمحوه النهار، وقرار المجلس يمحوه "الشيخ". لقد عادت لجنة تقصي الحقائق المشكّلة من مجلس النواب لبحث مظالم الجعاشن التي سمع بها الجن والأنس. عادت مطرودة. وبدلاً من كونها لجنة تقصي حقائق تابعة لأعلى سلطة، تحولت إلى لجنة كشف الفضائح وتبث الخيبة! فقد استطاع شيخ واحد أن يمرغ قرار مجلس النواب في التراب ويحول كلمة أعلى سلطة في البلاد إلى كلام فارغ ولعب جهال، وتحول أعضاء اللجنة الذي يمثلون "قرار" مجلس النواب اليمني وكأنهم مجموعة طفيليين ومتسولين "سركين".
- لله يا شيخ.. احنا ضيوفك.
_ الله كريم يا عيالي. ما ناش فاضي للفرغ والعاطلين و"العوبلة". ارجعوا واعرفوا من أنا ومن انتم. ورحم الله نائب عرف قدر نفسه وقدر مجلسه أمامي. أنا "الشيخ" الدووولة والوطن.
لم يكن منع الشيخ للجنة وحسب، لكن الأدهى أن توجيهات عليا سحبت اللجنة على "نخرها" وأمرتها بالعودة بحسب مصادر الأنباء، فالدولة- كما يبدو- غير مستعدة لإغضاب شيخ، ولو على حساب العدالة وهيبة الدولة التي ضحت من أجلها بعشرة آلاف أو يزيدون في صعدة، وبالمئات من المتظاهرين سلمياً في المحافظات الجنوبية، ومع هذا أثبتت اللجنة حقيقتين:
الأولى: صدق مظالم أبناء الجعاشن، بل إن المظالم هناك بحيث لا يمكن إخفاؤها حتى على الأدوع ومجلس النواب.
الثانية: إن الدولة أصبحت عسكري مع المتنفذين ضد المواطنين المشردين، وهيبة الدولة كذبة كبرى أول ما يفرط بها الجهات العليا إلا أمام الضعفاء وهذا يضعف الدولة ويفتتها، على عكس ما تعتقد الجهات العليا والوسطى في السلطة.
المصدر أونلاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق