الأربعاء، مارس 17، 2010

الجعاشن .. موت الضمير .. وغياب الدولة

كتبها فواز الزيادي / 26 / 1 /2007م تأريخ ليس قريب.. ثلاث سنوات قضت وأبناء عزلتي الصفة ورعاش من مديرية الجعاشن مهجرون من بلادهم على مرأى ومسمع من النظام والعالم.
أبناء الجعاشن لم يقترفوا جرما .. لم يهددوا سيادة الدولة .. ولم يدعو إلى الانفصال ..
أبناء الجعاشن لا يمثلون امتدادا لفكرا خارجيا .. يجعل منهم بؤرة للنفوذ الأجنبي في البلاد.
العكس تماما : أبناء الجعاشن هتفوا بصوت عالٍ ( بالروح بالدم ) ورفعوا لافتات كتب عليها (ناشدناك واخترناك) وعلى أسطح بيوتهم التي اخرجوا منها طالما رفرف رسمٌ لحصانٍ مالبث يهدد استقراهم بوقع حافره ويصم أذانهم بصدى صهيله.
مات ضمير الشيخ فهجر رعاياه .. استحل بيوتهم .. حرمهم من الماء .. استولى على خيرات المنطقة .. واستحوذ على ما اكتسبه المواطنون بعرق الجبين.
مات ضمير الشيخ وغياب متعمد للدولة أثمر هذه الحماقة التي يعاني ويلاتها العشرات من أبناء عزلتي الصفة ورعاش .
لماذا الشيخ أصلاً في ظل دولة النظام والقانون .. دولة التعددية السياسية.. الحكم المحلي وشعارات توسيع صلاحياته .
الدولة غائبة تماما في الجعاشن .. أم أن الجعاشن بذاتها خارج نطاق الدولة..
هل كان على أبناء الجعاشن أن يعلنوا تمردا .. أو يمدون أيدهم للخارج طلبا للعون .. حتى تلتفت إليهم الدولة .
لماذا لا تسمع الدولة للدعاوي السلمية والمطالبات ألمشروعه بالحقوق .
تهجير أبناء الجعاشن وصمة عار في جبين الدولة .. الدولة التي أريق ما وجهها أكثر من مرة فما عادت تبالي بما يقال وما سيقال عنها.
نظام الدولة لا يكترث للمواطن .. يهجر .. يموت .. ينفى من بلده .. يعيش حياته مغتربا خارج الوطن.. لا يهمها كل ذلك
يهم نظام الدولة أن يبقى متربعا على عرش الحكم في البلاد .. النظام الذي يحطم أرقاما قياسية في البقاء في السلطة .. ويسعى للبقاء لفترات أطول وان تطلب الأمر توريثه لأجيال قادمة.
من اجل هذا الهدف تحارب الدولة في صعده لست سنوات وتحشد التأييد العالمي في حربها ضد الإرهاب .. وتدعوا للاصطفاف الوطني في مواجهة دعاوي الانفصال للحراك في الجنوب..
أبناء الجعاشن اليوم .. وغيرهم غدا .. ماذا يريدون من حكومة يموتون ويهجرون في ظلها..ماذا يريدون من حكومة تستخدمهم ولا تخدمهم .. تعيش على ءالامهم.. تتخم في فارهات القصور بينما يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
من المؤسف حقيقة أن يحدث مثل هذا في يمن الإيمان والحكمة .. لكن هذا يكشف مدى استهجان الدولة لحقوق المواطنين وعدم اكتراثها لقضاياهم ومشاكلهم .. بل المؤسف الأكبر أن تمد الدولة مثل هؤلاء المتنفذين بالتأييد والمساندة.
26 / 1 /2007م هذا أول تاريخ خرجت فيه القضية إلى حيز الذكر حيث هجر الشيخ في هذا التاريخ أبناء عزلتي الصفة ورعاش .. ناهيك عما حدث قبل هذا التاريخ ..
18/2/2007م شكل مجلس النواب لجنة للتحقيق فيما يحدث بالجعاشن وقد ضمت اللجنة مجموعه من النيابيين من مختلف الأحزاب السياسية ..وقامت اللجنة بدورها على أكمل وجده وحصدت معلومات تفيد بتورط جهات رسمية بالتواطؤ مع الشيخ ومساندته.
هذه الجهات ذاتها سعت إلى إسدال الستار عن هذا التقرير ومنعت توزيعه على أعضاء المجلس حتى لا تنكشف الحقيقة ويظهر المستور.
3/3/2007م صدرت التوجيهات الرئاسية للتحقيق في القضية والتي بدورها أحالت التوجيهات برمتها للسلطة المحلية في المنطقة وبذلك أعيدت الكرة إلى مرمى الشيخ وثلاث سنوات وهو يلعب منفردا يسدد الأهداف التي يريد.
قلوبنا معكم يا أبناء الجعاشن .. نسال الله لكم مما تعانون فرجا ومخرجا..ولا سامح الله يدا امتدت إليكم بسوء او يدا مدت وساندت .. والله المستعان,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق