الأحد، يناير 24، 2010

لمهجري الجعاشن .. تصبحون على وطن



نيوز يمن/ الهام الكبسي 21/01/2010
أشعر أن الجعاشن ستدخل موسعة ما !! وأن قصص ومآسي أهل الجعاشن ستحكى مثل قصص سكان قرية "ماكوندو " التي اشتهرت حول العالم بعد أن كتب عنها الكاتب "جابرييل جارسيا ماكيز " في روايته "مائة عام من العزلة " التي نشرت عام 1967، وطبع منها حوالي ثلاثين مليون نسخة وترجمت إلى ثلاثين لغة ،،
نعم الجعاشن تشبه تلك القرية في عزلتها ، وتشبه تلك القرية في توالي الحوادث و الكوارث على سكانها .. وأظنها ستدخل التاريخ بسبب حجم الكتابات التي كتبت عنها والقصص التي تروى على لسان سكانها ، والنداءات لمناصرتهم و للوقوف في الاعتصامات التي تهدف الى رفع الظلم عنهم واعادة حقوقهم المنهوبة وكرامتهم المستهان بها ..
نعم الشيخ محمد أحمد منصور و عسكره – نعم لديه عسكر !!! . يدمرون الأرض وينهبون الزرع ، ويهتكون العرض .. ولا أحد يوقفهم - أقصد بلا أحد طبعا الجهات المعنية ابتدأ من محافظ المحافظة الى المجالس المحلية وقوات الجيش أو رجال
الأمن - بالمناسبة سمعت منهم .. أنه هددهم بضرب قراهم بالطائرات .. لكن في بلد تقصف بالطائرات من الشقيقة الكبرى و من الدولة العظمى لن يكون غريب أن يضرب أحد مشايخها سكان القرى الأمنين ..
بالأمس الأول وصلني ايميل من الناشط الحقوقي وعضو مجلس النواب شوقي القاضي عنوانه "عاجل.. رئيس الجمهورية ينصف مهجري الجعاشن" عندما قرأت العنوان ظننت فعلا ان الرئيس تنبه للأمر، وان سكان قرى الجعاشن أخيرا وجدوا من ينصرهم ، وأن الشيخ

الظالم وجد أخيرا من يقول له "كفاية"!!!

لكن ما ان بدأت بالقراءة حتى تأكد لي ان الأمر لن يتعدى كونه أحد أحلام نائبنا الحقوقي !! خاصة عندما كتب عن تدخل علماء اليمن في أمر كهذا ،، نعم لقد قال : أن أحد المشايخ قام خطيباً وذكر الحاضرين بوجوب نصرة المظلوم وتحريم
المحاباة والمجاملة على حساب حقوق الله وحقوق الناس ، وأنه اقسم مع كل الحاضرين قائلين : ( نقسم بالله العظيم أن لا يهدأ لنا بال ، ولا يقر لنا قرار ، ولا نعود إلى بيوتنا ، ولا تطرف لأعيننا منام ، ولا يمس لحانا حناء أو خضاب أو عطور، ولا نغتسل من جنابة ، حتى ننصف هؤلاء المهجرين من ظالمهم ونعيدهم إلى بيوتهم سالمين غانمين بممتلكاتهم وبين أهاليهم .. اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد) .
بعد قراءتي للقسم تأكدت أن في الموضوع شيئ ما !! نعم شيئ غير طبيعي !! غير معتاد !! .. فعلماءنا الأجلاء لا تدخل مثل هذه المواضيع ضمن اختصاصاتهم أو دائرة اهتمامهم !!! فجل همهم أن يصادروا كتاب .. ويستتيبوا كاتب !! و أن يقفوا
مشمرين سواعدهم ، وشاهرين أصواتهم وأقلامهم للوقوف دون قرار أو قانون يحمي الصغيرات من زواج مبكر، أو ختان يغتال طفولتهن ويصادر حقوقهن في العيش كسائر أطفال العالم ..

نعم .. فعلماءنا والى اليوم لم تدخل مظالم العباد وانتهاك حقوقهم وإنسانيتهم و كرامتهم دائرة اهتمامهم ..

لذا .. أظن أن مهجري الجعاشن سيستمرون في شكواهم .. ونائبنا الحقوقي سيظل يحلم بتحرك علماءنا الأجلاء لنصرة المظلومين والوقوف أما الظالمين .. كما أن مناصري مهجري الجعاشن سيظلون يطالبون ويقفون أمام بوابات الحكومة وغيرها معتصمين لإعادة الحقوق .. علهم يجدوا من ينصرهم أو قد يحصلوا على حقوقهم .. و ربما سيظل حال المهجرين على ما هو عليه حتى الانتخابات القادمة التي لا يعلم الا الله عز وجل بموعدها .. وفي الأخير لمهجري الجعاشن أقول "تصبحون على وطن" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق