السبت، يناير 30، 2010

نازحون من قرى "الجعاشن" يهربون من سطوة شيخ المنطقة

صنعاء - إيهاب الشوافي
موسم النزوح من قرى الجعاشن على بعد نحو 250 كلم جنوب العاصمة صنعاء جاء في نسخته الثالثة هذا العام هربا من سطوة شيخ المنطقة، وذلك في خضم مشهد ملتهب يخيم على اليمن، بحسب تقرير لقناة "العربية" بث في برنامج "آخر ساعة" أمس الثلاثاء 19-1-2010.
العشرات من قرية العنسيين خرجوا بأطفالهم ونسائهم تاركين خلفهم ديارا قالوا إنها مدمرة يكسوها الحزن ويملؤها الخوف.
ورغم مرور أسبوعين على وجودهم في خيمتين ملحقتين بساحة أحد مساجد صنعاء لم تلتفت السلطات إلى قضيتهم لكنه فازوا بمناصرة عديد من المنظمات الحقوقية.
يقول أحمد قاسم، نازح من الجعاشن، وهي قرية زراعية في محافظة آب الواقعة على بعد 200 كلم الى جنوب العاصمة صنعاء، "جلست خمس أيام أنوي أسافر أشوف كيف أهلي وكيف حالهم ولم أقدر جلست خمس أيام والآن رجعت هنا باكيا وأنا ما بجهدي شيء".
أحمد أبكته الحسرة بعد أن تفقد دفعة جديدة من النازحين وصلت للتو ولم تحمل له خبرا عن مصير عائلته.
وقالت فاطمة ناجي التي تلجأ الى صنعاء مع ثمانية من ابنائها "السلطات المحلية عاجزة وتقول لنا ان رئيس الدولة وحده قادر على وقف هذه التصرفات".
وأضافت هذه المرأة التي تلبس الاسود والتي اتت للمشاركة في اعتصام احتجاجي نظمته جمعيات اهلية امام مقر الحكومة "لقد دمروا منزلي واضرموا النار في ثيابنا واستولوا على الحبوب".
وكذلك النازحة حياة قاسم لا تخفي غضبها وتقول ان "رجال الشيخ اطلقوا النار على بيتي ودخلوا اليه وعاثوا فسادا في الاثاث ونهبوا المجوهرات".
في ساحة الحرية أمام رئاسة الوزراء بصنعاء التقى النازحون وجها لوجه مع عشرات آخرين جاءوا من المنطقة نفسها رافعين لافتات تكذب رواية النازحين ووصفوها بالأكاذيب متهمين أحزاب المعارضة باختلاق قصة النزوح والتحريض ضد شيخ المنطقة، وهو ما أكده كل من الشيخ فيصل مقبل أحد أعيان الجعاشن وممثل عن شيخ الجعاشن، وعبد الملك عبد الله من أعيان الجعاشن.
منظمة هود الحقوقية التي تناصر النازحين من الجعاشن نفت حديث أعيان الجعاشن، وأكدت تحققها من وقوع ما اعتبرته انتهاكات تعرض لها النازحون.
ويقول المحامي عبد الرحمن برمان من منظمة هود: "في حالتين مشابهتين خلال عامي 2007 و2008 نزح المئات من قرى الجعاشن للأسباب ذاتها ما سبب حرجا حينها للسلطات التي تدخلت وأعادتهم بضمانات إلى قراهم لكنها تبدو منشغلة هذه المرة بملفات محلية أشد سخونة ما دفع هود إلى التنسيق لتحرك واسع النطاق لحشد الدعم لهذه القضية لدى المنظمات الحقوقية الدولية".
وسواء صدقت رواية هؤلاء أو صح نفي أولئك فالحقيقة الواضحة أن هناك نازحين تكشف تجربتهم عن أزمة اجتماعية عميقة على أكثر من صعيد في ظل تراخي وجود الدولة وضعف سلطة القانون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق