الاثنين، فبراير 22، 2010

في التغريبة الثالثة للجعاشن ...الفضيحة التامة ... والسقوط المدوي..

نيوز يمن مهدي الهجر : لا تصدق ما يجري وان التقطته أذناك على الهواء ومن الأفواه مباشرة ،أو شاهدته عيناك في رابعة النهار ، فإنما ذلك هذيان حاقد ، أو تحذلق موتور محبط يطلب ثارة بخسية من الشائعات كهذه ... تائهة هي عيناك وخرقاء في المقابل أذناك ، ولست بأكثر من أحيمق لا تفهم في السياسة ,ثم أخرس بعد ولا تنبس .
يستحي المرء أن يتكلم أو يحاور أو يكتب في شأن ما إن حضر الحديث عن الجعاشن .
والجعاشن .. ما الجعاشن ؟ ....
كانت قصة فصارت مأساة يتناقلها الركب ، وتحكيها الأمهات للصغار ، وقد صلت بها الفضائيات إلى حدود المعمورة ، وتكلم حولها الناشطون والمثقفون والأدباء وكل ذي حمية وإنسان .
الجعشني وما أدراك ما الجعشني ، اشعث أغبر ، منتوف الريش ، مدفوع على الأبواب لا يأبه لهوله أحد ، تطبع الناس مع مأساته فصار ليس بأكثر من وقع اثر لمتشاجرين في سوق الملح على موقع بسطة .
الجعشني اليوم لم يعلنها ثورة حيث توجس البعض إنما أطلقها صرخة استغاثة مكلومة ، والجعشني شانه كأبناء جلدته (اليمنيين ) صبور جلد على حمل الهموم والأإثقال وقور على السمع والطاعة ، وزاده أكثر على الاسترخاء والتحمل طبيعة التنشأة التي جبله عليها شيخه المنصور ، وعلى ذلك فاستغاثته اليوم ليست من قبيل الترف أو التناغم السياسي مع أو ضد حزب ما ، أو من قبيل المكايدات في ميدان رقص الثعابين ، إنما هو فقه المضطر والفطرة التي تجالد من اجل البقاء .
أقولها بكل بناني ومليء فمي وجناني أننا كلنا مؤسسة ومجتمع سقطنا في مستنقع أخلاقي وبيء من ساعة حضور الجعاشن .
هذه ليست قيمنا التي عرفنا بها كيمنيين أو زعم التاريخ عنا ، فان ضمر الدين فينا ، فأين النخوة التي افتخر بها العربي أو عُير عندها في أسوأ مراحله التاريخية (الوثنية ).
فإن ضاع عدل السلطان فأين مروءة الأقيال اليمانية ، وأعراف النصرة والنخوة ، وما لذي يبقى للشريف وهو يسود إن تنآى وصم أذنيه عن ملهوف يستغيث ووجيع يصرخ وحرة تستجيش في بني عمها المروة والنجدة .
حلف الفضول :
ذكروا أنه (قدم إلى مكة المكرمة تاجرا يمانيا من قبيلة زبيد ومعه تجارة ، فاشتراها منه رجل من قريش كان معروفاً بالعناد والباطل والظلم ، هو العاص بن وائل السهمي ، والد عمرو بن العاص وهشام بن العاص رضي الله عنهما . وبعد أن قبض العاص البضاعة واستقرت عنده أنكر حق الرجل .
فلما يأس الزبيدي من نصرة قريش ، وقف في وسط المسجد الحرام بجوار الكعبة ، وأنشد بأعلى صوته :
يا آل فهر لمظلوم بضاعتـه ...............
ببطن مكة نائي الدار والنفر
ومحرم أشعث لم يقض عمرته .............
. يا للرجال وبين الحِجر والحَجر
البيت هذا لمن تمت مروءته ..............
وليس للفاجر المأفـون والغدر.
فقام أحد أشراف بني عبد المطلب واسمه الزبير فقال للزبيدي : لبيك جاءتك النّصفة ، والله إن هذا ظلم لا يُصبر عليه و لا يُترك ، وسارع في الحال إلى بيت رجل من كرام قريش اسمه عبد الله بن جدعان ، وكان من رهط أبي بكر الصديق ، وكان ممدوحا جواداً ، الذي قام بدوره ونهض فنادى في أفناء قريش وأحيائها : هلم يا أشراف مكة إلى بيتي نبرم حلفاً ينصر المظلوم ، ويأخذ على يد الظالم .
فاستجاب له نفر من أهل الغيرة والمعروف من بني هاشم وبني المطلب ، وبني أسد وهم قوم خديجة ، وبني زهرة أخوال النبي صلى الله عليه وسلم ، وبين تيم ومنهم ابن جدعان نفسه ، فأبروا حلفاً وتعاقدوا ألا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها ومن غيرهم من سائر الناس إلا أقاموا معه حتى يردوا مظلمته ، فسمت قريش ذلك حلف الفضول – يعني الأفاضل –
وقيل سمي بحلف المطيبين ).
حسب علمي أن أبناء الجعاشن ليسوا مطية لحزب آخر غير الشعبي العام وأغلبهم لم يحمل سوى بطاقته ، وصندوقهم كان مغلقا عليه فلا يجوز البتة كفرانهم السياسي إن كانت القاعدة قد باتت على هذا النوع من الانتماء عند طرف السلطة .
ولا يجوز بأي حال أن ترجح عليهم قصيدة في كفة السلطان ، علت به وغاصت بهم .
ولا يجوز أن تمر من جنبهم أعراف النخوة والنجدة لدى النسيج القبلي الاجتماعي لتغادرهم إلى أعراف داحس والغبرا .
تبا لنا من بشر إن وأدنا في داخلنا الإنسان ..
وتبا لنا من متدينين إن بقينا عند فقه الحيض والنفاس والأدب مع بغلة السلطان .
وتبا لنا من مثقف إن بقينا في الضلالة والتزيف أو السكوت نهتدي .
وتبا لنا من دولة إن تكلمنا في المحافل عن حقوق الإنسان والحيوان ، أو قدمنا مبادرات ومشورات لإصلاح مسار غيرنا من المجتمعات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق