الثلاثاء، فبراير 16، 2010

احترس أمامك ثابت وطني!

أحمد عثمان : في حديث صحفي تمنى الشيخ محمد أحمد منصور شيخ الجعاشن لو أنه كان مكان الرئيس لرفع الصحفيين إلى السماء "فووق"، وطرحهم أرضاً ليغوروا في الأرض السابعة. وهذه ليست أمنية شيخ الجعاشن وحده، فكثيرون يتمنون أن تتبخر الصحافة والصحفيون، وبعضهم يعيد أمنية رابين حول غزة، فيتمنى أن يستيقظ وقد ابتلعت الأرض الصحافة التي لا تحترم "الثوابت" مع منظمة هود أيضاً!

أخرجت أصوات ونضالات أبناء الجعاشن الشيخ من "مخبئه"، فخرج إلى الصحافة كشرٍّ لا بد منه، معتقداً أنه وبمجرد ظهوره وأعوانه سيقلب الأمر رأساً على عقب على رأس الشاكين من ظلمه، وهو يعتقد أن مجرد كلمة منه ستقنع الرأي العام وتحول هؤلاء المظلومين إلى ظلمة وطغاة وإصلاحيين واشتراكيين وحراك جنوبي وقاعدة وحوثيين، يجب حبسهم أو قصفهم بالطائرات في ساحة الحرية، أو على الأقل تسحب جنسيتهم "الجعشنية" ويمنحون جنسية "سحول بني ناجي" أو "البدون".. هذا إذا لم تسحب عنهم الجنسية اليمنية التي لم يعد لها معنى، بعد أن تحولت الثوابت الوطنية إلى شيخ وأفراد يمسكون برقاب الناس: "المساس بالشيخ محمد أحمد منصور مساس بالثوابت الوطنية".. هذه اللافتة المضحكة حد البكاء رفعها أصحاب شيخ الجعاشن، وهي تعبر عن ثقافته وأمثاله مع حقوق الإنسان والمواطنة.. ولا ندري على من نحزن: على مظلومي الجعاشن أم على "الثوابت الوطنية" التي أصبحت أشياء يسغلها الذي يسوى والذي ما يسواش ويتحول إلى مقدس! وإذا ما سلمنا جدلاً بـ"الثابت" الشيخ، فكم يا ترى عدد الثوابت الوطنية في بلادنا؟ وهل يجوز لنا أن نقول "الثوابت الوطنية" ماتت عندما يموت هذا "الثابت الوطني أو ذاك"، وكيف لنا ذلك وأنا أعلم أن الثوابت الوطنية لا تموت في نفوس الشعوب على هذا النحو! ويبدو أن على اليمنيين أن يرفعوا على الطرقات والأماكن العامة اللافتة "احترس أمامك ثابت وطني".. والحقيقة أن مثل هذه اللغة ما كان لها أن تظهر لتفضحنا أمام العالم، لولا أنها تعبر عن ثقافة سائدة تختزل الثوابت الوطنية بالفرد "الوطن" والفرد "الشعب" والشيخ "الثوابت الوطنية" وناطح لك ثابت وطني.. أنت خائن!! المصدر أونلاين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق