السبت، فبراير 27، 2010

حراك الجعاشن ..حراك ضد الظلم..حراك ضد السجون الخاصة..

أخبار اليوم -هاني أحمد علي: تشهد العاصمة صنعاء منذ أشهر مضت حراكاً لأبناء منطقة الجعاشن بمحافظة إب ممن كتب الله عليهم العيش تحت ظل فساد المشيخة التي جعلت من علاقتها بالسلطة شماعة لتعليق الظلم والجبروت وإرهاب الناس دونما رقيب أو حسيب وكأن زمن العبيد لم يعد له مكانة إلا لدى شيخ الجعاشن محمد أحمد منصور والشاعر الذي ما ينفك أن يفجر الوضع بمنطقته حتى نرى صورته وأبيات شعره على صدر صفحات الصحف الرسمية وصحف الحاكم.حراك أبناء الجعاشن بصنعاء- حراك إنساني يئن من وطأته الأنين وتدمع من رواياته الدمع..إنه حراك ضد الظلم..حراك ضد السجون الخاصة..حراك للدفاع عن العزة والكرامة والحرية المسلوبة..حراك للمطالبة بتنفيذ الأهداف الستة التي قامت من أجلها ثورتا سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.إنها مأساة حقيقية تتجلى في النزوح الجماعي لقرى بأكملها فإرهاب الشيخ لم يسلم منه الشيوخ العزل ولم يسلم منه الأطفال الرضع ولم تسلم منه النساء الثكالى ولم يسلم منه الشجر والحجر.مأساة إنسانية اعتقد من وجهة نظري أنها لا تقل شأناً عن زلزال هايتي الذي راح ضحيته عشرات الآلآف تحت الأنقاض فما حدث بهايتي شأن إلهي ليس للبشر يد فيه وقدر مقبول لدى الجميع، أما قضية أبناء الجعاشن جريمة إنسانية ومأساة حقيقية بطلها شيخ جعل من ميلشياته المسلحة وأطقمه المنتشرة في كل أنحاء العزل والقرى بالجعاشن- أداة للظلم والترهيب والنهب.لا نعلم ماذا يقصد شيخ الجعاشن والشاعر بمثل هكذا أعمال كل عام؟، منذ أكثر من أربع أو خمس سنوات وقضية الجعاشن تطل علينا بين الحين والآخر بمآسٍ وأحزان تضاف إلى سجله الدموي؛ وكأنه يريد من خلال هذه الأعمال الإساءة المتعمدة للسلطة التي باتت التقارير المحلية والعربية والأجنبية تتحدث عن مثل هذه الأساليب والتي تتنافى وكل القيم الدينية والإنسانية.ويبدو أن شيخ الجعاشن يسعى إلى تأليب الناس ضد السلطة التي تقف موقف المتفرج من هذه القضية، وكأن النازحين المحصورين بداخل خيم القهر والذل بجولة الجامعة ليسوا مواطنين يمنيين، وكأن الخيم المنصوبة ليست سوى مخيمات اللاجئين الأفارقة، النازحين إلى بلادنا عن طريق الشريط الساحلي.إن مثل هكذا أعمال ليست إهانة فقط لأبناء الجعاشن المعنيين بالأمر بل إهانة لكل يمني حر ولكل مواطن شريف يرفض حياة الذل والإنكسار.ففي الوقت الذي باتت المحاكم الغربية تنظر في قضايا العنصرية والتمييز والتي بسببها ربما تسقط حكومات- لازلنا ننتظر هنا في بلادنا أي تحرك رسمي تجاه هذه القضية ليس فقط من أجل المواطنين النازحين بل من أجل سمعة السلطة التي تتلطخ بأيادي من هم محسوبين عليها ناهيك عن مستشار ثقافي.وشتان بين مستشار الرئيس الثقافي الدكتور/ عبدالعزيز المقالح والشاعر منصور فالأول علمً من أعلام الأمة العربية والإسلامية وجهبذ من جهابذتها ورمز ثقافي وأدبي وفكري من رموزها، أما الثاني علم من أعلام القهر والظلم ورمز من رموز التعسف والإذلال فهو لا يعرف سوى ثقافة الغاب وتشريد الآخرين..فسلاماً على الدكتور/ المقالح وسلاماً على "أبو الأحرار" الزبيري وسلاماً على كل مواطن يمني حر لا يقبل على نفسه حياة المهانة واصفاد القيود والأغلال..وسلاماً على دولة يوجد بداخلها هكذا ظلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق